لا يخفى على أحد مكانة العلوم الشرعية بين العلوم، تلك العلوم التي هي مصدر للتشريع، ومنبع لإرشاد والدلالة، وقوام للدين، والمرقية إلى درجات المتقين، ومن بين أهم تلك العلوم علم أصول الفقه الذي يبحث في المناهج التي سلكها الأئمة المجتهدون في استنباط الأحكام الشرعية من النصوص، وقد انتظمت هذه المناهج في قواعد بنى عليها الفقهاء اجتهاداتهم فكان في هذه القواعد ما يتعلق بمعرفة دلالات الألفاظ الشرعية على معانيها؛ لتبيان أصل الشريعة في التكاليف العملية من خلال دلالة الألفاظ على الأحكام، والذي من أهم أبوابه: دلالة الإقتضاء الذي اخترت الكتابة فيها .