ينهض هذا البحث على تحديد الخصائص النوعية للرواية القصيرة، وكشفها في رواية (فارابا) لعبد المنعم الأمير ، لقد خضع السرد في تحولاته لآليات الاشتغال بأنواعها المتعددة، بوصف الرواية نوعا أدبيا قلقا في صيرورته التاريخية، إذ حدث تحولا سرديا في مسارها الفني عبر مسوّغين، هما : خارجي ويتعلق بالواقع، وداخلي يتعلق بالذات المؤلفة ورغبتها في التجاوز والاختاف. وشمل هذا التحوّل العناصر الفنية (الشخوص، الأحداث/ الزمان/ المكان) التي تعالقت مع التقنيات )التناص/ المفارقة/ تيار الوعي... وغيرها( في لغة سردية تقترب من اللغة الشعرية. وفيما يخص رواية )فارابا( تحديدا، فقد تناول الباحث سيميائية العنوان والموجه القرائي وبنى الشخوص والأحداث والزمان والمكان واللغة، وتوصل إلى أن رواية )فاربا( تفترق عن الموجه القرائي (رواية) وتنتمي إلى موجه قرائي آخر هو (رواية قصيرة) اعتمادا على ما جاء فيها من اشتراطات فنية من عناصر وتقنيات تعالقت مع بعضها.