يرتبط الإعجاز القرآني بعلم الكلام الإسلامي كون الأخير هو المؤسس لهذا المفهوم في باب النبوات حيث صدق الرسالة والرسالات، وحقية النبوة. فضلا عن ارتباط المفهوم بكلام الله تعالى الذي من هو صفة صفاته الذاتية ومن أهم مباحث علم الكلام، ومن هنا كان من المهم لمن يـروم التصدر للحديث عن الإعجاز القرآني أن يتضلع من المعرفة الدينية والكلامية منها بخاصة حتى ، لا يقع في فخ الاصطلاحات الجديدة والمتكثرة الملصقة بهذا المفهوم؛ فالإعجاز القرآني نظرية متكاملة الأركان، أقامها المتكلمون على وفق أسس وضوابط، وألفت فيها المصنفات الكثيرة الدقيقة، ولم يتصدر للحديث فيها وعنها من المتكلمين إلا من تضلع منهم بدراية وافية وتامة من اللغة والبلاغة والبيان وعلم الكلام، وقد حاولنا في هذا البحث تجلية مفهوم الاعجاز القرآني بحسب الرؤية العقدية في الدرس الكلامي عند كبار المصنفين في هذا الباب، ونوهنا بأهمية وضرورة الميز بين نصرة الدين بالعاطفة وبين نصرته بالحجة والبرهان، حيث أكد البحث حقيقة وقطعية اعجاز القرآن وأشرنا إلى ضيق مصطلح الاعجاز عند المتقدمين حتى لا يقع لبس عند الاطلاع على كلامهم ومقارنته المتأخرين فيعترض عليهم الناظر بسعة المصطلح عند بما لا يتوافق اصطلاحهم، وأن المتقدمين كانوا في علمهم بالاعجاز القرآني أعلم بمنابت القصيص ممن جاء بعدهم، وهم النُقاب الكاشفون عن النِقاب، وهم من أكلوا الرأس وأعلم بما فيه.