العدد 23 | كانون الأول 2019
الحمده، والصلاة والسلام على رسول اه، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد… إ إمضاءً للنهج الذي اعتمدناه في الأ عداد السابقة من مجلة الجامعة العراقية، انتظم هذا العدد بحوثًا واقعة في مجالات فكرية ومعرفية متنوعة، لباحثين أ عملوا فكرهم وعقلهم و أ طلقوا عنان أ قلامهم وإ إبداعهم في إ إنشاء بحوث علمية وإ إنسانية وتطبيقية، إ إذ قاربوا مسائل م عاشه بعد قراءتها بعيون العصر، وا إ لإ لمام بدقائقها وتفاصيلها والوعي بتفاوت منهجي حتمته عليهم المادة العلمية. إ إذ يمثل الجانب العلمي محورا مهما في حياة الأ مم والشعوب؛ كونه رافدً ا ثقافيًا ومعلوماتيًا يسهم في عملي إ ة إ البناء والتطوي إ ر ، ومن هنا جاء حرص مجلة العلوم الإسلامية على تقديم مختلف الرؤى والطروحات ضمن منهجية علمية تعتمد قواعد البحث العلمي كحجر أ سا في هذا العدد. إ إن الأمة التي تروم استرجاع نهضتها التي رفع لواءها النبي محمد وصحبه الأ خيار وآل بيته الأطهار، عليها أ ن تلحظ ثلاثة عناصر رئيسة مثلت المرتكز الذي قامت عليها النهضة الإسلامية في أوج عنفوانها، هذه العناصر هي وجود المبدأ، وفهم الأمة له، والإيمان العميق به، ولاشك أن الأمة إذا استجمعت هذه العناصر فستتحقق نهضتها، وتعود لسابق عهدها ومجدها، لكن أ ن يترافق جميع ذلك مع وعي. مشكلة الأمة تتلخص اليوم في أ نَّها لا تفهم المبدأ حق الفهم وعدم فهمها هو السبب الرئيس الذي بلا شك سيؤدي إلى التيه والضياع وفقدان المبدأ وإنكار حقائقه ومفاهيمه وأحكامه. ولذلك سرعان ما يصيب أبناءها الانتكا وهم يعزون ذلك خطأ إلى المبدأ، وليس الأمر كذلك، وإنما هو الفهم الخاطئ، وما الويلات التي تعيشها الأمة والتمزق والتناحر بين أبناءها إلا نتيجة حتمية لغياب الفهم الصحيح والمنضبط لذلك. لقد فطن أعداء الأمة إ إلى هذا الأمر ودرسوه جيداً وعرفوا ألاَّ طريق للقضاء على المبدأ الذي يمثل القران الكريم أساسه المتين، والسنة النبوية المتمثلة بكتب السنة الصحا ركنه الرئيسي، إلا بإبعادهم عن هذين المنهلين والشرابين السائغين، فعمدوا إلى بث وسائل الانفصام وعدم الاتصال بين المتلقي وبين المبدأ وفصل الأمة إذا أرادت أن تحتفظ بإيمانها أن تتقمص رداء الوعي الظاهر والباطن والفهم، الفهم لما في الكتاب والسنة واحترامها لأنهما مبدأ النهضة وأساسها القويم . إن مجلة كلية العلوم الإسلامية تحرص في عددها الذي تقدمه للقارئ الكريم على التأكيد على مجموعة الثوابت الأساسية من خلال ان الفهم الواعي للمبدأ يكون من خلال مراجعات داخلية شاملة للمشكلات القديمة ومعالجات عصرية للمشكلات الطارئة مع إضاءات مهمة تؤكد تفوق النظم الإسلامية وسر نبوغها على كل المبادئ والأنظمة الدينية والوضعية. وطموحنا المتجدد مع كل عدد جديد، هو أ ن تكون )مجلة العلوم ا إ لإسلامية( منبرًا للآراء والأ فكار المختلفة، بلا انتماء فكري تتبناه، وذلك إ إيمانًا منا بحرية الرأي والتعبير، شرط الالتزام بالمعايير العلمية والأ خلاقية للبحوث، والتجارب ا إ لإ نسانية والتخصصات تتعدد وتتباين لكن خيطًا شفيفًا يظل يربط بينهما. وا ه نسأل الموفقية والسداد
الابحاث
